خلاف مع والدتي
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حصلت مشاده كلامية مع والدتي وزعلت منها يوماً كامل وفي اليوم التالي تصرفت بطبيعتي ولم تكلمني وتعاملني إني غير موجودة وظللت امل أن يتغير الحال ولمدة أسبوعين لم تتغير معاملتها تتجاهل وجودي تماما اعتزلت بنفسي واصبحت اتجاهلها تماما كما تفعل معي وظللت أشهر على تلك الحال حيث اعيش وحدي تماما وأنا معهم في نفس المنزل ومن عدة أيام سافرت أمي وأختي إلى مدينة أخرى لايام سياحية وفي يوم عودتهم سافرت وحدي ودون ابلاغها بسفري وعندما عدت وبختني بشدة واخبرت خالي ليوبخني.ماذا افعل الان معهم؟
الإجابة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك تواصلك مع جمعية مودة للتنمية الأسرية برنامج الاستشارات الإليكتروني ، أختي الكريمة : اعلمي اختي الكريمة أن علاقة الأم بابنتها تعتبر واحدة من العلاقات الأكثر خصوصية وتعقيداً في الوقت نفسه، أساسها المودة والحب. فالأم نهر متدفق من الحب غير المشروط، ورغم ذلك فقد تكون ذات شخصية متسلطة، أو متخوفة، أو ودودة، لكن بغض النظر عن كل ذلك، فإنها تحبك، وتتقبلك وتغمرك بالحب والرعاية بطريقة لا مثيل لها، ولهذه الأسباب لن يكون من الصعب عليكِ تحويل العلاقة الفاترة والمريرة بينك وبين والدتك، إلى علاقة مثالية قائمة على الحب والاحترام المتبادل بينكما، من خلال الخطوات التالية: 1- تحدّثي معها كثيراً التواصل هو المفتاح الأساسي لنجاح أي علاقة. قد تتفاعلين يومياً مع والدتك، لكن كم مرة قررت أن تقضي وقت فراغك معها والاستماع إليها؟ عليكِ أن تتفهمي أن الاستماع إليها أهم من التحدث معها، وعندما تدرك والدتك أنك تحبين الاستماع إليها، ستتحدث معك أكثر، وكلما زاد حديثكما معاً، كلما أصبحتما أكثر قرباً إن التواصل بينكما هو أمر مطلوب لتفهمي أفكار، ومعتقدات والدتك. فمن خلال حديثك معها سيكون من الأسهل عليكِ أن تفهميها بشكل أكبر. فالتواصل مع الآخرين والحديث من القلب للقلب، قد يؤدي إلى تقليل الفجوة بين الأشخاص، وعندما تتواصلين مع والدتك بالشكل والطريقة المناسبة، ستعرفين الكثير من الأشياء عن والدتكِ. 2- علاقة احترام وتقدير: كلنا بحاجة إلى القليل من التقدير والاحترام. السيدات تحديداً يحتجن إلى الشعور بأهميتهن. لذا، من المهم أن تعرف والدتك أنها جزء كبير وهام من حياتك، وأنكِ ستكونين إلى جوارها عندما تحتاج لكِ. فكل أم تضحي بالكثير من الأشياء لإسعاد أطفالها وتأمين حياتهم؛ لذلك يجب التعامل مع هذا الأمر كأمر مُسلّم به وهو واجب، مع الاهتمام بكثير من التقدير فهو أمر مطلوب، وكلمة شكراً لفتة طيبة ومهمة في أي علاقة. الشكر والاعتراف بالجميل من الأمور التي ستساعد على نقل علاقتك بها إلى مستويات أعلى علاوة على ذلك، احرصي على تجنب السلوكيات غير الجيدة، مثل: النقد، والمجادلة عند الحديث مع والدتك. فهي بالتأكيد لا ترغب في سماع هذه الأشياء من أطفالها بعد غمرها لهم بالحب والرعاية. لذا، ضعي نفسك مكانها، وحاولي أن تتفهمي موقفها وغيري من السلوكيات التي قد تجرحها. 3- قومي بمشاركتها في أنشطتك ممارسة الأنشطة والهوايات معاً تعمل على تحسين العلاقة بشكل كبير، خاصة إذا أصبحت فاترة مع مرور الزمن. خصصي لها بعض الوقت، هذا سيجعلها تشعر بأهميتها لديكِ. يمكنك مشاهدة التلفاز معها، أو عمل كعكة، أو ربما الذهاب في نزهة، أو للتسوق. 4- الحب أفعال أن تعبّري لوالدتك عن حبك لها بالكلمات أمر رائع وجيد، لكن الأفضل أن تعبري عن ذلك من خلال أفعالك وسلوكياتك. ينبغي أن ينعكس حبك على سلوكياتك وأفعالك، طريقة كلامك والطريقة التي تعاملينها بها. فكثيراً ما نخبر الآخرين بأننا نحبهم، لكننا نؤذيهم بأفعالنا، وهو ما لا يندرج تحت مسمى الحب، فالحب أكبر من مجرد كلمات تنطق، وينبغي أن يتجاوز حدود الكلمات لينعكس على الأفعال. يمكنك على سبيل المثال، مفاجأة والدتك بإعدادك للغداء، البقاء بجوارها عندما تكون مريضة، أو حتى القيام بالمهام المنزلية بدلاً منها خلال عطلات نهاية الأسبوع. لستِ بحاجة إلى إنفاق الكثير من الأموال أو القيام بشيء خارق للعادة، لإظهار حبك لها. وعليكِ أن تدركي أن العلاقة التي لا تتضمن أي دوافع أنانية، هي العلاقة الأكثر صحة. لذا، لا تقدمي شيئاً في مقابل الحصول على شيء آخر. لا تكوني لطيفة معها عندما تحتاجين شيئاً ما، وعندما تحصلين عليه تبتعدين عنها مجدداً. فإنها والدتك، وستدرك أنك تستخدمينها لمصلحتك فقط، الأمر الذي يجعل العلاقة تزداد سوءاً. يبدو أن الوالدة تنقد تصرفاتك في بعض الأحيان وخاصة في ترتيب المنزل أو في الشكل العام وهندامك وهذا مما سبب شعور لديك بعدم الرغبة في التواصل معها لأن ردة الفعل معروفة لديك وهو أنها لابد تنتقد بعض تصرفاتك أو قراراتك التي تأخذينها تجاه المواقف المختلفة مع أقاربك او جيرانك فبالتالي يتكوّن البعد والجفاف العاطفي بينكما فعند أدنى كلمة نقد تصدر من الوالدة تجدين نفسك غير قادرة على تحمّلها حتى لو كانت بسيطة ومن الجميل جدا أن تقومي بتلبية طلباتها ومعرفة احتياجاتها فهذا أمر إيجابي فمن خلاله يمكنك ضبط تصرفاتك رغم ما تواجهينه من انتقادات وكذلك قيامك بمحاسبة نفسك والتأكيد على خطأ السلوك تجاه الأم ، في حين إذا قامت الأم بترك النقد ستجدين في نفسك ميل لها ورغبة في مقابلتها وزيارتها. ولكي تتجنبي الخلاف في المستقبل مع الوالدة نعتقد انه يجب التأكيد على عدة امور: أولا : لابد أن نقدّر الفروقات بين الناس فلا شك أن تفكير الوالدة واهتماماتها مختلفة عنك وتعاملها مع المواقف واختلاف وجهات النظر بل تعتبر رأيها انه هو الصواب بحكم أنها أكبر منك وأكثر خبرة في الحياة وأنك ابنتها ولابد أن تسعى لتوجيهك للأفضل بل لتكوني في مستوى أعلى منها، وقد ذكرت أنك تعتقدين بحبّها لك. ثانياً: لابد أن تتذكّري خيراتها وبذلها وعطائها، ألم تسألي نفسك: كم سهرت أمك لتنامي؟ وكم جاعت لتأكلي؟ وكم تَعِبت لترتاحي؟ ألم تفكري: كم حملتك في بطنها؟ وكم قاست عند ولادتها؟ وكم أرضعتك من ثديها؟ كل ذلك وهي لم تطلب منك جزاءً ولا شكوراً ثالثاً: ربما تعتقدين انه من الحلول أن تبتعدي عنها قدر الإمكان وهذا امر مؤقت ولن يصل لحل مكتمل الجوانب بل الصحيح أن تسعي للإلتقاء بها والإهداء لها وجلب طلباتها قبل أن تطلبها لا تنتظري حتى تطلب بل عليك بالمبادرة بجلب ما تحب وبادري بزيارتها ورعايتها في حال مرضها والاهتمام بمواعيدها الصحية وهذا هو البر الحقيقي والذي ينبغي أن يصل لنتائج إيجابية منها كسر الجمود العاطفي بينكما وتخفيف التوتر في العلاقة والتواصل والحوار الايجابي. أختي الكريمة نقترح ان تعيدي حبال التواصل مع الوالدة فإنها تفكر بطريقة انه ينبغي أن تكون المبادرة دائما من الصغير إلى الكبير وهذا في العرف والشرع مقبول حيث إنها بادرت كثيرا عندما كنت صغيرة السن وقامت بأدوار كبيرة من التربية والرعاية واليوم تنتظر هي الدور والمبادرة منك فمن المهم جدا في التعامل مع الوالدة إدراك الطريقة التي تفكر بها في التعامل مع المواقف. أما ذهابك للسفر لوحدك هو ردة فعل ليس أكثر وتعتقد الوالدة أنك أخطأت في الذهاب لوحدك حيث إنه قد يحصل لك أي أمر سلبي قد يجعل الوالدة تغرق في التفكير بك وهو خطأ واضح حينما قمت بالسفر لوحدك إضافة لما اصاب الوالدة من الهم والتفكير فيك وهذا الموقف ينبغي استثماره في فتح علاقة جديدة مع الوالدة من خلال هذا الموقف بالاعتذار لها وما سببته من مشكلة قبل ذلك . ختاما إذا رغبت في التواصل مع الجمعية للاستزادة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف الأسرية المختلفة وبإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (920001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http كما نأمل الدخول إلى الرابط لقياس جودة الخدمة المقدّمة من الإرشاد الإليكتروني https: //goo.gl/froms/erzcjklklaavpz9f2