طفلي حاد الطباع بعد الطلاق
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي أخت مطلقة ولديها طفل بعمر 5 سنوات لم يتقبل الانفصال اول سنة والسنة الثانية بدأ بتصرفات وعصبية زايدة وعناد ،يجلس اسبوع لدى الأم ونهاية الأسبوع عند الأب وبيئة الأب قليلة الانظباط بعكس الأم ،اصبح حاد الطبع جداً صعب التعامل معه ويرفض الذهاب الى المدرسة واصبح لديه تبول في الليل بكثرة.ارجو نصيحتي في كيفية التعامل مع الطفل لانه سوف يدخل الابتدائي قريباً ولكم جزيل الشكر.
الإجابة

أختي الكريمة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات اللإلكترونية في جمعية المودة, كما أحيي فيك حرصك و اهتمامك بابن أختك و أسأل الله أن يحفظك و إياه من كل مكروه. إن الطفل بحاجة لاستمرار و ثبات الروتين في حياته اليومية لأن هذا الأمر سيوفر له الطمأنينة و الاستقرار, خاصة مع وجود تغيرات كثيرة مثل الطلاق الذي أدى لتغير المسكن و تغير أساليب التربية بين الأم و الأب. بالإضافة لذلك فالصغير بحاجة للحب و الاهتمام مع بعض الحزم عند اللزوم, فمن حق الأم أن تحدد التصرفات السلبية التي ترفضها و أن توجه ابنها للابتعاد عنها. بإمكانها استخدام جدول التعزيز عن طريق تحديد صفات إيجابية في الطفل تود تعزيزها و استمرارها بالإضافة للأمور التي تود تغييرها, يكتب الجدول مقسما على أيام الأسبوع مثل جدول الحصص مع تحديد الصفات فمثلا الصفات الإيجابية (إتمام الواجبات – النوم المبكر – المشاركة مع أطفال آخرين) و صفات تود تغييرها تكتب بطريقة إيجابية مثل (تناول طعام جديد – عدم الغضب – استخدام الإلكترونيات لوقت محدد) لكل سلوك سليم يتم رسم نجمة أو وضع ستيكر أو رسم وجه مبتسم, و الاتفاق مع الطفل أنه إذا تمكن من جمع عدد معين من النجوم مثلا (20 في الأسبوع) سيتمكن من الذهاب إلى مكان محبب أو سيتم تخصيص وقت له لمشاركته في نشاط يحبه مثل لعب الكرة أو غيره. مع الحرص على ألا تكون المكافأة مادية, فالهدف من المكافأة هو تقوية علاقة الأم بطفلها, فالعلاقة التعاونية الإيجابية بين الأم و الطفل تساعد الطفل على تقبل توجيهات الأم بصورة أفضل. مع إعطاء الطفل الكثير من التعزيز, فكلما قضت وقتا أطول في مدح الطفل و تعزيزه كلما قل وقت العقاب و اللوم لأن الطفل بطبعه يسعى لإرضاء الآخرين. المهم هنا أن تثبت الأم على أسلوب واحد و لا تنوع في الأساليب التربوية. لأن سلوك الأطفال لا يتغير بسهولة, لكن على الأم أن تستمر على أسلوب محدد لمدة 6 أسابيع و أن تبدأ بالأساليب الإيجابية مثل جدول التعزيز الذي سبق شرحه. في حال عدم نجاح الأسلوب بإمكانها استخدام أسلوب العقاب أو الحرمان من المميزات و هذا سيضمن تجاوب الطفل معها. عليها ألا تقلق بشأن تغير أسلوب التربية في بيت الأب, لكن عليها خلق مميزات تحبب الطفل في قضاء وقت معها و تتقرب منه باللعب معه. أما مسألة التبول الليلي فهي واردة في مرحلته العمرية, فهناك عدد كبير من الأطفال الذين يفقدون السيطرة على مثانتهم بعد سن دخول المدرسة (بمعدل 1 في كل 20 طفل), و بالإمكان مساعدة الطفل لمنع المشكلة من الاستمرار. كل ما في الأمر أنه بحاجة لضبط ساعته البيولوجية ليتمكن من الاستيقاظ للذهاب للحمام خلال فترة النوم, و لتحقيق هذا الأمر يجب الالتزام بالأمور التالية: 1- النوم في وقت مبكر (مثلا الساعة 8 مساء), ثم إيقاظ الطفل للذهاب للحمام مرة كل ثلاث ساعات, (11 مساء – 2 صباحا) و سيستيقظ بعدها للذهاب للمدرسة. إن الاستيقاظ في نفس الوقت يوميا سيمكن الطفل من الاستيقاظ بنفسه دون مساعدة منكم لاحقا بعد مدة تقارب شهرين تقريبا, و هذا يختلف من طفل لآخر. و أهمية النوم المبكر, هو أن الطفل لن يتمكن من الاستيقاظ إذا لم يحصل على قسط وافر من الراحة. 2- تجهيز فراشه بملاية عازلة للبلل, حتى يسهل تنظيف السرير عند حدوث المشكلة. 3- يجب أن يتعلم الطفل أنه مسؤول عن تنظيف سريره و جسمه و ملابسه, إذا تبول لا إراديا في الليل, و عليكم تعليمه كيفية التنظيف و استعمال غسالة الملابس. تحمله للمسؤولية سيجبره على التعاون في حل المشكلة. 4- الحرص على دعم الطفل عند حدوث المشكلة, مع إخباره أنكم تعلمون أنه يحاول جهده و أن ما حدث ليس لخطأ منه و أنه سيتمكن من السيطرة على هذا الموضوع قريبا. 5- الاستغناء عن شرب الكثير من السوائل قبل النوم. و أود أن أشير لأن جمعية المودة تقدم دورة رائعة بعنوان (خصائص مرحلة الطفولة) و أنصحك بحضور الدورة عن طريق التسجيل فيها إلكترونيا من موقع الجمعية. رابط التسجيل في الدورات هو http://almawaddah.org.sa/activities و للاستشارات الهاتفية يرجى الاتصال على هاتف الإرشاد الأسري (920001421), و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (920001426), كما نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة من الإرشاد الإلكتروني https://goo.gl/forms/YYZlGVSDfsQM1xZt1 أرجو منك عدم التردد في التواصل معنا في حال استمرار المشكلة أو لأي أمر آخر فخدمتك تسعدنا و ختاما أسأل الله التوفيق لك و لمن تحبين.