السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك : أختي المسترشدة وفقا لما ذكرتيه في طلب الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص في : ( خوف ابنتك ذات التسع سنوات من المصعد والظلام و الأماكن المغلقة...مما أثر على استقرارها النفسي ) . و للاجابة عن استشارتك نقول بعد الاستعانة بالله عز وجل: إن غريزة الخوف موجودة عند كل البشر و هذا أمر طبيعي ، و لكن عندما يتحول الخوف الى مستويات عالية و يعيق الاستقرار النفسي كما هو الحال لدى ابنتك ، هنا يجب أن نقف قليلا لمعرفة الأسباب و وضع خطة علاجية للأخذ بيدها ، و يمكن أن نبين هنا أهم الاسباب التي تؤدي الى مخاوف الاطفال : ١- الخبرات غير السارة التي يمر بها الطفل – وخصوصًا في مراحل الطفولة المبكرة - ، فتلك المواقف والخبرات المؤلمة تظل عالقة في عقل الطفل ، ليستعيدها لاشعوريًا ويسقطها على المواقف والخبرات المشابهة. ٢- الصراعات الأسرية: فالخلافات المستمرة بين الوالدين أو أفراد الأسرة تولد خوفا لدي الأطفال من المستقبل. ٣- التأثير على الأخرين ، فقد يستخدم الطفل ذلك الخوف للسيطرة على الوالدين وجذب الانتباه له ، بدافع الغيرة ممن هو أصغر منه ، وهذه الطريقة تعزز بشكل مباشر وجود المخاوف لدى الطفل ، فيصبح الخوف تجربة مريحة و مؤلمة في آن واحد. ٥- الضعف الجسمي أو النفسي للطفل ، فالضعف الجسمي أو النفسي يقلل الدفاعات السيكولوجية للطفل ، مما يكوّن لديه مخاوف من الاحتكاك بالناس أو المواقف المختلفة. ٦- تخويف الطفل : فالطفل في المراحل العمرية المبكرة يعتمد تفكيره على الخيال الخصب ، والبعد عن الواقع ، لذا فهو يخضع في تفكيره للعوامل الخارجية أكثر من اعتماده على المنطق والعقل والتدبر في الأمور ، وقد يلجأ بعض الاباء والأمهات لتخويف أطفالهم بهدف كف سلوك معين ، و هما لا يعلمان أن طريقتهما هذه قد تعزز الخوف لدى الطفل و تتشأ عنها شخصية ضعيفة و مضطربة. ٧- رد فعل الوالدين المبالغ فيه ، فالارتباك والهلع التي تصيب الأمهات عند تعرض الطفل لأي معاناة ، تعزز ذلك السلوك لدى الطفل. ٨ - التدليل الزائد أو النقد والقسوة المفرطة ، فالنقد الزائد للطفل يولد شعورا قويا لديه بالخوف من الوقوع في الخطأ ، مما يؤدي في النهاية لفقد الطفل لثقته في نفسه. والتدليل يجعله اعتماديا ، مما يشعره بالخوف من كل تجربة أو خبرة جديدة يمر بها . أختي الكريمة بعد أن تعرفنا على أسباب الخوف عند الأطفال، نضع الان بين يديك بعض الإرشادات التي من شأنها إن شاء الله تساعدك في الأخذ بيد ابنتك : أولا : يجب على الوالدين أن يكونا مثالا للهدوء والاستقرار في تصرفاتهما أمام طفلهما الخائف ، فيمارسان حياتهما بصورة طبيعية ، بحيث يكون الجو الأسري المحيط بالطفل باعثا على الطمأنينة والأمان ، وحتى في وقت شعوره بالخوف يحاول أحد الوالدين أن يتكلم معه بهدوء وثقة ،ولا يعنفه. فيسأله .. لماذا أنت خائف ؟ أنا أريد مساعدتك .. أنا بجوارك. ثانيا : التحدث مع ابنتك عن الخوف بأنه أمر طبيعي ، و لكن لا يجب ان يسيطر على تفكيرها و يعيق حياتها . ثالثا : بناء الثقة في ابنتك في قدرتها على التغلب على المخاوف من خلال الثناء عليها بعبارات تشجيعية ( أنت شجاعة ) ( أنت قوية )..الخ بالإضافة إلى منحها مزيدا من الاهتمام و تجنب الثناء على أخيها الأصغر في حضورها ، لأن ذلك يولد الغيرة في داخلها . رابعا : تشجيع ابنتك على ممارسة الأنشطة المختلفة كالرسم و الألعاب الجماعية و ممارسة الرياضة بانتظام مما يساعد ذلك على توجيه تفكيرها في هذه الأنشطة و في نفس الوقت نحد من الافكار السلبية والمخاوف. خامسا : استخدام العلاج السلوكي القائم على إزالة الحساسية ( التحصين التدريجي ) من المخاوف المتعددة على النحو التالي : * الخوف من الظلام: يحاول أحد الوالدين الجلوس مع الطفل في غرفة نومه ، ثم يخفض النور قليلاً ، ويشعره بأنه معه في أمان ، والباب مفتوح ثم يغلق الباب كل يوم بشكل أكبر من اليوم الذي قبله .. وهكذا حتى يتعود على الظلام ولا يخافه . * الخوف من المصعد و الاماكن المغلقة : يقوم أحد الوالدين الأخذ بيد الطفل و الدخول في مصعد متوقف لمدة خمس ثوان ثم يزيد الفترة في المرة القادمة عشر ثوان و هكذا حتى يعتاد الطفل على ذلك و تقل مخاوفه . سادسا : أختي الكريمة في حال عملت بالإرشادات السابقة مدة كافية ، و لم تتحسن حالة ابنتك ، عندها يتعين عليك عرضها على أخصائي نفسي لمساعدتها على تجاوز مخاوفها . ختاما نسأل الله أن يقر عينك بها و يحفظها ، كما يسعدنا تواصلك معنا من خلال الاستشارات الهاتفية على الهاتف الإرشاد الأسري(920001421) . و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم( 920001426 ).