ابنتي تعاني من الخوف
الإستشارة
طفلتي عمرها ٩سنوات وتعاني من شدة الخوف من اشياء محددة ولكن في ازدياد كالمصعد والظلام ودورات المياة والاماكن المغلقة وغلق الابواب وخوف الفقد الغير مبرر ايضاً موخراً اصبحت تخاف ان تضع خاتم فيقص اصبعها او سلسال كي لاتختنق وبالاضافة الى ذلك فهي عنيدة وصعبة المراس ومن الصعب فهمها او التعامل تختلق الخلافات وتحب البكاء وكثرة الشكوى و لايسعدها شيء ولاتستمتع للاوامر حتى بلطف اعاني كثيراً معها من اجلها وأنا اراها لاتستمتع بطفولتها من شدة الخوف والعناد.. لديها اخ اصغر منها عكسها تماماً ودود ولطيف وهاديء الطباع تتولد لديها الغيرة عند ثناءنا عليه او مدحه تقوم بضربه والتضجر منه طوال الوقت .. ارجو الرد وشكرا.
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك : أختي المسترشدة وفقا لما ذكرتيه في طلب الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص في : ( خوف ابنتك ذات التسع سنوات من المصعد والظلام و الأماكن المغلقة...مما أثر على استقرارها النفسي ) . و للاجابة عن استشارتك نقول بعد الاستعانة بالله عز وجل: إن غريزة الخوف موجودة عند كل البشر و هذا أمر طبيعي ، و لكن عندما يتحول الخوف الى مستويات عالية و يعيق الاستقرار النفسي كما هو الحال لدى ابنتك ، هنا يجب أن نقف قليلا لمعرفة الأسباب و وضع خطة علاجية للأخذ بيدها ، و يمكن أن نبين هنا أهم الاسباب التي تؤدي الى مخاوف الاطفال :  ١- الخبرات غير السارة التي يمر بها الطفل – وخصوصًا في مراحل الطفولة المبكرة - ، فتلك المواقف والخبرات المؤلمة تظل عالقة في عقل الطفل ، ليستعيدها لاشعوريًا ويسقطها على المواقف والخبرات المشابهة. ٢- الصراعات الأسرية: فالخلافات المستمرة بين الوالدين أو أفراد الأسرة  تولد خوفا لدي الأطفال من المستقبل. ٣- التأثير على الأخرين ، فقد يستخدم الطفل ذلك الخوف للسيطرة على الوالدين وجذب الانتباه له ، بدافع الغيرة ممن هو أصغر منه ، وهذه الطريقة تعزز بشكل مباشر وجود المخاوف لدى الطفل ، فيصبح الخوف تجربة مريحة و مؤلمة في آن واحد. ٥- الضعف الجسمي أو النفسي للطفل ، فالضعف الجسمي أو النفسي يقلل الدفاعات السيكولوجية للطفل ، مما يكوّن لديه مخاوف من الاحتكاك بالناس أو المواقف المختلفة. ٦- تخويف الطفل : فالطفل في المراحل العمرية المبكرة يعتمد تفكيره على الخيال الخصب ، والبعد عن الواقع ، لذا فهو يخضع في تفكيره للعوامل الخارجية أكثر من اعتماده على المنطق والعقل والتدبر في الأمور ، وقد يلجأ بعض الاباء والأمهات لتخويف أطفالهم بهدف كف سلوك معين ، و هما لا يعلمان أن طريقتهما هذه قد تعزز الخوف لدى الطفل و تتشأ عنها شخصية ضعيفة و مضطربة. ٧- رد فعل الوالدين المبالغ فيه ، فالارتباك والهلع التي تصيب الأمهات عند تعرض الطفل لأي معاناة ، تعزز ذلك السلوك لدى الطفل. ٨ - التدليل الزائد أو النقد والقسوة المفرطة ، فالنقد الزائد للطفل يولد شعورا قويا لديه بالخوف من الوقوع في الخطأ ،  مما يؤدي في النهاية لفقد الطفل لثقته في نفسه. والتدليل يجعله اعتماديا ، مما يشعره بالخوف من كل تجربة أو خبرة جديدة يمر بها . أختي الكريمة بعد أن تعرفنا على أسباب الخوف عند الأطفال، نضع الان بين يديك بعض الإرشادات التي من شأنها إن شاء الله تساعدك في الأخذ بيد ابنتك : أولا : يجب على الوالدين أن يكونا مثالا للهدوء والاستقرار في تصرفاتهما أمام طفلهما الخائف ، فيمارسان حياتهما بصورة طبيعية ، بحيث يكون الجو الأسري المحيط بالطفل باعثا على الطمأنينة والأمان ، وحتى في وقت شعوره بالخوف يحاول أحد الوالدين  أن يتكلم معه بهدوء وثقة ،ولا يعنفه. فيسأله .. لماذا أنت خائف ؟ أنا أريد مساعدتك .. أنا بجوارك. ثانيا : التحدث مع ابنتك عن الخوف بأنه أمر طبيعي ، و لكن لا يجب ان يسيطر على تفكيرها و يعيق حياتها . ثالثا : بناء الثقة في ابنتك في قدرتها على التغلب على المخاوف من خلال الثناء عليها بعبارات تشجيعية ( أنت شجاعة ) ( أنت قوية )..الخ بالإضافة إلى منحها مزيدا من الاهتمام و تجنب الثناء على أخيها الأصغر في حضورها ، لأن ذلك يولد الغيرة في داخلها . رابعا : تشجيع ابنتك على ممارسة الأنشطة المختلفة كالرسم و الألعاب الجماعية و ممارسة الرياضة بانتظام مما يساعد ذلك على توجيه تفكيرها في هذه الأنشطة و في نفس الوقت نحد من الافكار السلبية والمخاوف. خامسا : استخدام العلاج السلوكي القائم على إزالة الحساسية ( التحصين التدريجي ) من المخاوف المتعددة على النحو التالي : * الخوف من الظلام: يحاول أحد الوالدين الجلوس مع الطفل في غرفة نومه ، ثم يخفض النور قليلاً ، ويشعره بأنه معه في أمان ، والباب مفتوح ثم يغلق الباب كل يوم بشكل أكبر من اليوم الذي قبله .. وهكذا حتى يتعود على الظلام ولا يخافه . * الخوف من المصعد و الاماكن المغلقة : يقوم أحد الوالدين الأخذ بيد الطفل و الدخول في مصعد متوقف لمدة خمس ثوان ثم يزيد الفترة في المرة القادمة عشر ثوان و هكذا حتى يعتاد الطفل على ذلك و تقل مخاوفه . سادسا : أختي الكريمة في حال عملت بالإرشادات السابقة مدة كافية ، و لم تتحسن حالة ابنتك ، عندها يتعين عليك عرضها على أخصائي نفسي لمساعدتها على تجاوز مخاوفها . ختاما نسأل الله أن يقر عينك بها و يحفظها ، كما يسعدنا تواصلك معنا من خلال الاستشارات الهاتفية على الهاتف الإرشاد الأسري(920001421) . و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم(  920001426  ).